حين يتم إنشاء قروب لمجموعة من المعارف، فإن أول شيء يخطر ببالك هو حجم الفائدة الثقافية المرجوة، لكنك مع الأيام تكتشف بأن الفائدة شبه معدومة، وأن المعلومة غالباً ما تكون سطحية ومحصورة في الجانب الديني، إنهم لا يرسلونها تديناً كما تظن وإنما لسد الفراغ المعرفي لديهم ولصرف الأنظار عن ثقافتهم الضحلة، ولو جمعت كل رسائلهم بالقروب إضافة لما يلحقك منهم على الخاص، لوجدت الغالبية العظمى منها أمورا مسلما بها ومعروفة (من غير فقيه).
في الآونة الأخيرة، انتقلت عدوى هذه العادة المزعجة من الأشخاص الطبيعيين إلى الشخصيات الاعتبارية الرسمية حتى بتنا نسمع بدلا من الإنجازات المتحققة جملة من المبررات الواهية المطعمة بالعبارات الدينية التوعوية، وكأن الذين أعياهم التعب لسنوات بقوائم الانتظار ليسوا مواطنين وإنما يتبعون لإحدى الجاليات من شرق آسيا!!
في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن تكشف لنا قائمة بالشخصيات الكبيرة المتورطة في الأعمال المخلة بالشرف والأمانة، أطلت علينا (نزاهة) بدراسة استطلاعية تدعي من خلالها أن أسباب انتشار الفساد المالي والإداري بالقطاع الحكومي عائدة إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي!
في الوقت الذي كان ينتظر فيه قرابة المليون متقدم دورهم في الحصول على المنتجات السكنية (شقة، أرض، فيلا) إضافة للقروض والحلول التمويلية، أطل عليهم معالي وزير الإسكان الجديد ليهدم آمالهم بتصريحه الشهير الذي ادعى فيه: أن مشكلة الإسكان ليست مشكلة أراض أو موارد وإنما هي مشكلة (فكر)!
في الوقت الذي كان ينتظر فيه عموم الموظفين الحكوميين، من يظهر لهم ليطمئنهم على الثقة الكبيرة بأدائهم وخبراتهم وإلى احتمال تحسن دخلهم بتحسن الظروف الاقتصادية، أطل عليهم وزير الخدمة المدنية، ليحبطهم أكثر ويسقط عليهم نظرته السلبية التي يزعم من خلالها بأن إنتاجية الموظف السعودي في اليوم لا تتجاوز الساعة!
اليوم تكرس هذا المفهوم الغريب لدى الجهات المعنية، وبدلاً من أن تنمو بداخلها تلك الشخصية الملهمة التي تمكنها من إيجاد الحلول الجذرية، نما بداخلها ذلك الفقيه الزاهد الذي لا دور له بالحياة سوى الحث على الصبر وزرع الأماني الغيبية في عقول الناس، اليوم تغرد الإسكان عن طريقة الحصول على بيت بالجنة، فيما تؤكد لنا الصحة بأن كل نفس ذائقة الموت، أما المالية فباتت تبشرنا بأن فقراء المؤمنين سيدخلون الجنة قبل أغنيائهم، ولأن هذه الأمور مسلم بها ومعروفة (من غير فقيه) نود أن نهمس في آذانهم ونقول: اتركوا عنكم هذا وأفيدونا: ما ذا قدمتم من أجلنا؟!
في الآونة الأخيرة، انتقلت عدوى هذه العادة المزعجة من الأشخاص الطبيعيين إلى الشخصيات الاعتبارية الرسمية حتى بتنا نسمع بدلا من الإنجازات المتحققة جملة من المبررات الواهية المطعمة بالعبارات الدينية التوعوية، وكأن الذين أعياهم التعب لسنوات بقوائم الانتظار ليسوا مواطنين وإنما يتبعون لإحدى الجاليات من شرق آسيا!!
في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن تكشف لنا قائمة بالشخصيات الكبيرة المتورطة في الأعمال المخلة بالشرف والأمانة، أطلت علينا (نزاهة) بدراسة استطلاعية تدعي من خلالها أن أسباب انتشار الفساد المالي والإداري بالقطاع الحكومي عائدة إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي!
في الوقت الذي كان ينتظر فيه قرابة المليون متقدم دورهم في الحصول على المنتجات السكنية (شقة، أرض، فيلا) إضافة للقروض والحلول التمويلية، أطل عليهم معالي وزير الإسكان الجديد ليهدم آمالهم بتصريحه الشهير الذي ادعى فيه: أن مشكلة الإسكان ليست مشكلة أراض أو موارد وإنما هي مشكلة (فكر)!
في الوقت الذي كان ينتظر فيه عموم الموظفين الحكوميين، من يظهر لهم ليطمئنهم على الثقة الكبيرة بأدائهم وخبراتهم وإلى احتمال تحسن دخلهم بتحسن الظروف الاقتصادية، أطل عليهم وزير الخدمة المدنية، ليحبطهم أكثر ويسقط عليهم نظرته السلبية التي يزعم من خلالها بأن إنتاجية الموظف السعودي في اليوم لا تتجاوز الساعة!
اليوم تكرس هذا المفهوم الغريب لدى الجهات المعنية، وبدلاً من أن تنمو بداخلها تلك الشخصية الملهمة التي تمكنها من إيجاد الحلول الجذرية، نما بداخلها ذلك الفقيه الزاهد الذي لا دور له بالحياة سوى الحث على الصبر وزرع الأماني الغيبية في عقول الناس، اليوم تغرد الإسكان عن طريقة الحصول على بيت بالجنة، فيما تؤكد لنا الصحة بأن كل نفس ذائقة الموت، أما المالية فباتت تبشرنا بأن فقراء المؤمنين سيدخلون الجنة قبل أغنيائهم، ولأن هذه الأمور مسلم بها ومعروفة (من غير فقيه) نود أن نهمس في آذانهم ونقول: اتركوا عنكم هذا وأفيدونا: ما ذا قدمتم من أجلنا؟!